على كرسي متحرك.. "أم حسن" تلاحق الموت والذكريات   - It's Over 9000!

على كرسي متحرك.. "أم حسن" تلاحق الموت والذكريات  

بلدي نيوز – (محمد الراغب)
على كرسي متحرك، تراقب "أم حسن" الحياة الضيقة حولها جغرافياً ونفسياً، فهي لا تستطيع حتى زيارة قبر زوجها وابنها اللذين قضيا في القصف ذاته الذي كسر ظهرها.
تقول "أم حسن": "تزوجت من فادي آدم وأنجبت منه أربعة أطفال وكنت حاملاً في الطفل الخامس، كنا سعداء جداً سويا وحالتنا المعيشية تتحسن مع عمل زوجي المستمر في استيراد البضائع من حلب وبيعها في إدلب، زاد ذلك مع تطور عمله وشرائه سيارة لينقل بها البضائع".
وتتابع "أم حسن" قصتها "كل هذه السعادة التي كنا ننعم بها سرعان ما تلاشت وتحولت لحلم بعيد، مع فقدان رب الأسرة في الخامس والعشرين من شهر رمضان من عام 2015"، حيث جهزت أم حسن طعام الإفطار وجلست تترقب مع عائلتها وقت الأذان، في الوقت الذي استهدف فيه طيران النظام منزلهم في مدينة إدلب، لتفقد أم حسن زوجها وأحد أطفالها، وتصاب هي بكسر في العمود الفقري أدى لشلل نصفي أعطب جسدها الهزيل.
بعد ذلك اضطرت أم حسن للذهاب إلى تركيا لإجراء عملية بالعمود الفقري، وتمت العملية الأولى بنجاح، وفق أم حسن، لكن فشلت عملية استخراج الشظايا من العمود الفقري، "وأخبرونا أن أي خطأ قد يسبب شللاً دائماً، وأن العملية يمكن إجراؤها في الدول الأوربية لكن تكلفتها عالية جدا، وأنا لم أعد أحتمل مصروف بقائي في تركيا، فقد نفد المال الذي كان بحوزة زوجي قبل استشهاده وعدت إلى إدلب كي أرى أطفالي بعد طول غياب عنهم".

عادت أم حسن لمنزلها الذي ناله نصيب من القصف، تعيش على ذكريات الماضي مع أطفالها، وهي تتنقل على كرسي متحرك، تشاهد في كل زاوية من منزلها وغرفتها في كل حركة صورة زوجها الذي فقدته، والذي نقلها من حياة السعادة للبؤس والشقاء، وفي قلبها إيمان بأن زوجها شهيد في الجنة يرقبهم، وكم تمنت لو أنها تلحق به مع أطفالها "لتكون وإياه في دار الخلود".
واليوم، تقف روسيا والصين وطغاة آخرون، ضد قانون محاسبة الأسد وأركان جيشه القاتل، وكأنهم يعيدون بذلك قتل الضحية ومن وراءه مرات ومرات، وسط عجز عالمي كامل عن تحريك ساكن!. 

مقالات ذات صلة

تحريك ملفات وتغيرات جديد بملف تجنيس السوريين في تركيا

جرابلس..نفوق كميات كبيرة من الأسماك في بحيرة الغندورة

بالمسيرات والمدفعية.. النظام يصعد من قصفه بريفي حلب وإدلب

سكان حلب ومخاوف الوجود الإيراني بعد التطورات الأخيرة في ساحة الصراع الإيراني ـ الإسرائيلي

وفاة رائد الفضاء السوري محمد الفارس في غازي عينتاب جنوب تركيا

100 مليون ليرة لتمويل حرفيي «جبرين» في حلب